نسجتُ حياتي من خيوط الألم والأمل

رهف، امرأة في الخمسين من عمرها، تحمل في قلبها حكاية مليئة بالتقلبات ما بين الألم والأمل. نشأت في بيت قاسٍ، وواجهت طفولة بلا حب ولا أمان. ثم بنت عائلة صغيرة مع زوجها أحمد الذي كان السند والداعم الأكبر لها. لكن الحرب غيّرت كل شيء، فاعتُقل أحمد وإخوتها، واضطرت رهف للنزوح إلى لبنان مع أطفالها، مثقلةً بالخسارات والقرارات الصعبة التي كسرت قلبها. في غربتها، شعرت رهف أن العالم أُغلق في وجهها، إلى أن سمعت عن مبادرة "كبكوبة وحكاية". دخلت بتردد، لكنها وجدت مساحة مختلفة تماماً: مكاناً تتعلم فيه الكروشيه، وتكتشف من خلاله لغة جديدة للتعبير عن ذاتها. لم تكن مجرد ورش عمل، بل مجتمع من النساء اللواتي يشاركنها الألم ويقوينها بالأمل. ومع كل خيط ولون، بدأت رهف تنسج حياتها من جديد، لتجد في هذه المساحة العائلية الصغيرة الدعم والطمأنينة التي افتقدتها. اليوم، تصف رهف نفسها بأنها "رهف الجديدة" – امرأة وجدت في الخيوط والضحكات والقصص المشتركة وسيلة لتجاوز الجراح، ونافذة لترى أن الأمل يمكن أن يولد من أبسط الأشياء. بالنسبة لها، كل قطعة كروشيه هي شهادة على الصمود ورسالة بأن الحياة مهما قست، تمنح دوماً فرصة للبدء من جديد. هذه ليست مجرد حكاية فردية، بل جزء من روايتنا الجماعية في "نحكي لنغير". نؤمن أن كل صوت يُسمع هو خطوة نحو العدالة، وكل قصة تُروى هي مقاومة تصنع التغيير.

  • النوع
    pdf
  • عدد الصفحات
    6 صفحات
  • التاريخ
    ٢٤ أيلول ٢٠٢٥ م