أنين القمر وهدوء الغد

وراء لقبها "نور القمر" تقف امرأة حملت في قلبها أنين الحرب وهدوء الحلم. كانت حياتها قبل الحرب بسيطة ودافئة، عاشت مع زوجها علي وأطفالها الأربعة تبني معهم بيتاً صغيراً مليئاً بالأمل. لكن ذات ليلة، تغيّر كل شيء حين اقتحم الجنود منزلها و اقتادوا زوجها وابنها الأكبر، ولم يعد علي منذ ذلك اليوم. بين الخوف والقصف، اضطرت للهروب مع أطفالها إلى الغابة، وهناك واجهوا البرد والجوع والمرض، حتى انتهى بهم المطاف إلى لبنان، حيث وجدت نفسها في قفص جديد من الغربة والقيود. وسط كل هذا الانكسار، عادت الخيوط لتفتح لها نافذة من النور. عبر مبادرة "كبكوبة وحكاية"، لم تتعلم فقط الكروشيه كحرفة، بل وجدَت مجتمعاً نسائياً يشبه العائلة، ومساحة آمنة للبوح والشفاء. كل غرزة كانت بالنسبة لها خطوة نحو التعافي، وكل قطعة نسجتها كانت إعلاناً عن أن الأمل لم يمت. مع الوقت، لم تعد مجرد مستفيدة من المبادرة، بل أصبحت مصدر إلهام لنساء أخريات، تساندهن وتشاركهن قصتها، لتثبت أن المرأة قادرة على تحويل الألم إلى قوة. تحلم اليوم بأن تؤسس مشغلاً للكروشيه وداراً للأيتام والمشردين، لتكون يداً تمسح الدموع وتفتح أبواب الأمل.
قصة "نور القمر" هي شهادة حية على أن أبسط الأشياء: خيط، غرزة، وضحكة بين نساء يشبهنك، قد تعيد للإنسان ذاته التي كاد يفقدها، وتحوّل الجراح إلى إشعاع يضيء دروب الآخرين

  • النوع
    pdf
  • عدد الصفحات
    6 صفحات
  • التاريخ
    ١٠ أيلول ٢٠٢٥ م