أسماء من حلب، حملت منذ صغرها شغف الرسم والخياطة كنافذة صغيرة على عالم أوسع مما تسمح به القيود. لكن المرض سرق منها سنوات من الألم والعجز، ثم جاءت الحرب لتكمل ما بدأته، فاضطرت للنزوح إلى لبنان، تاركة خلفها بيتاً وحلماً. وسط الخسارات، وجدت في الإبرة والخيط ملاذاً تستعيد به ذاتها، لكن الحريق الذي أتى على خيمتها أعادها إلى نقطة الصفر. هناك، كانت مبادرة "كبكوبة وحكاية" بمثابة يد ممدودة من القدر؛ مساحة آمنة لم تكتف بأن تمنحها أدوات الخياطة، بل أعادت إليها الثقة والإيمان بأن الحياة يمكن أن تبدأ من جديد. بالنسبة لأسماء، كل قطعة تخيطها هي شهادة على صمودها، وكل خيط هو جسر بين الألم والأمل. "تعلمت أن الإبداع ليس ترفاً، بل وسيلة للبقاء، وأن مشاركة قصتي قد تضيء درب امرأة أخرى تبحث عن بصيص حياة". هذه ليست مجرد حكاية فردية، بل جزء من روايتنا الجماعية في "نحكي لنغير" نؤمن أن كل صوت يُسمع هو خطوة نحو العدالة، وكل قصة تُروى هي مقاومة تصنع التغيير.